رئيس الاجتماع
أسفل | أعلى | تالي

 

من هو رئيس الاجتماع؟

في هذا الموقع، الرئيس (ما لم يعَّرف بأي صفة) هو أي شخص يرأس أي اجتماع وقد يكون رئيس التنظيم وقد لا يكون. لرئيس التنظيم الحق في أن يترأس أي اجتماع من اجتماعات التنظيم، كما أن له الحق أيضاً في حالة تغيبه لسبب أو لآخر أن ينيب غيره لرئاسة أية جلسة أو اجتماع. أنظر أيضاً رئيس اللجنة. يسمى رئيس الاجتماع بالرئيس ما لم يعطه النظام الأساسي أو العرف لقباً معيناً.

رئيس الاجتماع، أو الرئيس، هو أي شخص يحتل ذلك المنصب في الاجتماع المعني حتى لو لم يكن هو رئيس التنظيم. أما المنطقة التي يحتلها من قاعة الاجتماعات فهي منصة الرئاسة (المنصة). والمنصة هي عادة مكان متميز في القاعة يرى منها الرئيس كل الحاضرين ويرونه، ولا يحق الجلوس فيها أو التحدث منها إلا لأولئك الذين سمح لهم هو بذلك مثل أمين المكتب التنفيذي وضيوف الشرف. والقاعة هي كل الاجتماع (أعضاء وأماكن) عدا المنصة.

يعد الرئيس في حساب النصاب القانوني إذا كان منتخباً من بين أعضاء التنظيم، وبالتالي يكون له الحق في أن يطرح اقتراحات جديدة وأن يشارك في نقاشها وفي نقاش أي اقتراحات يطرحها الأعضاء ويصوت عليها مثله مثل غيره، ويكون له صوت ترجيح إذا تعادلت الأصوات في اقتراح من الاقتراحات ما لم ينص على غير ذلك في النظام الأساسي أو اللائحة الداخلية.

يكسب الرئيس سلطته من الاجتماع الذي يرأسه. وإرادة الأعضاء التي يعبرون عنها بالأغلبية هي الملزمة في كل اجتماع. يجسد الرئيس هذه الإرادة حين يقوم بمهامه بطريقة نظامية. فقد أعطى التنظيم الرئيس سلطات واسعة في إدارة الاجتماعات وقيد تلك السلطات بعدة ضوابط وقواعد وإجراءات. فعلى الرئيس أن يطبق تلك القواعد والإجراءات، وإذا أخطأ في تطبيقها للأعضاء الحق في أن يردوه إلى الصواب بالطرق المتفق عليها والمنصوص عنها.

الإعداد للاجتماع

على الرئيس أن يعد نفسه لكل اجتماع يترأسه مهما كان ذلك الاجتماع صغيراً وذلك بأن يقوم بالآتي:

bullet

يراجع قائمة المسائل التي ستطرح على الاجتماع ويضعها في نقاط استعداداً لما قد يسفر عنه التداول. ويعمل على أن يتحصل على المعلومات الضرورية عن تلك المسائل، بل قد يحتاج لأن يحول بعض تلك المسائل للجان لتجمع المعلومات اللازمة عنها وترفع تقاريرها للاجتماع.

bullet

يحضر لمكان الاجتماع قبل وقت كاف من موعد انعقاده ليلتقي بأمين المكتب التنفيذي ويراجع معه قائمة المسائل الهامة التي سيتناولها الاجتماع ويطلع على أي مراسلات تمت في الفترة السابقة.

bullet

يتشاور مع باقي أعضاء المكتب التنفيذي ورؤساء اللجان قبل الاجتماع حول أي مسائل يمكن أن تكون مصدر صراع أثناء الجلسات ويتفاكر معهم حول كيفية معالجتها. ليس الغرض من مثل هذه المشاورات هو إسكات صوت المعارضة أثناء الاجتماع، بل العكس هو الصحيح، إذ أن ما يصل إليه الرئيس من آراء، تساعده وتساعد الاجتماع في أن يستمع لوجهات النظر المختلفة بطريقة هادئة.

bullet

يدرس جدول أعمال الاجتماع بعناية ويتأكد من أن كل عضو على علم بكل المسائل التي ستناقش فيه.

bullet

يلم إلماماً تاماً بقواعد وإجراءات المداولات وبأحكام النظام الأساسي وبالأوامر المستديمة في اللائحة الداخلية وبسياسات التنظيم وأعرافه.

أخلاق رئيس الاجتماع

هناك صفات وأخلاق على الرئيس أن يتحلى بها وهو يدير أي اجتماع من الاجتماعات، إذا كان رئيساً للتنظيم أيضاً أو لم يكن، منها على سبيل المثال لا الحصر الآتي:

bullet

أن يكون دمث الأخلاق، لبقاً في خطابه، صارماً وحازماً مع المشاغبين، وصبوراً على الأسئلة المحرجة التي تطرح من حين لآخر. فحسن الخلق يساعده على تحقيق نتائج طيبة والصرامة المعقولة في مكانها المناسب تفرز احترام الأعضاء له، وتؤكد لهم بأنه يمتلك المقدرة والجرأة والشجاعة.

bullet

أن يكون معتدل النبرة في حديثه، واضح الصوت، هادئاً، ولا يفقد أعصابه بأي حال وإلا فقد احترام الجميع.

bullet

أن يبتعد عن كل ما يسيء لأي عضو أو يجرح شعوره أو يخدش حياءه، فلا يستفز أحداً أو يتهكم عليه أو يقرعه أو ينتقده أو يعيره علناً، وأن يبعد نفسه ويبعد الاجتماع عن التعبيرات واللغة الخشنة السوقية. عليه أن يتحاشى الحديث بضمير المتكلم (أنا أرى ) بل بضمير الغائب (الرئيس يرى )، ولا يخاطب عضواً بقوله (أنت ) لما في ذلك من نبرة شخصية واستفزازية.

bullet

أن يكون مستمعاً أكثر منه متحدثاً، فيحيل لأعضاء المكتب التنفيذي، كل في مجاله، الأسئلة المناسبة التي توجه إليه ليجيبوا عليها.

bullet

ألا يخوض في جدال مع الأعضاء مهما كانت طبيعة النقاش الدائر، وألا يحاول إسكاتهم أو تصحيح أخطائهم بتهديدهم أو برفع صوته عليهم، أو يعاقبهم بحرمانهم من فرص الحديث، بل عليه أن يلجأ بحذر للإجراءات التأديبية المنصوص عليها التي تقوِّم المخطئ وتصحح مسار الاجتماع دون تشويش أو هرج.

bullet

أن يراقب تصرفاته بدقة حتى يكون قدوة لغيره من الأعضاء.

واجبات الرئيس في إدارة التداول

على الرئيس أن يقوم بالآتي في إدارة التداول:

bullet

يأخذ مقعده في المنصة ويدعو الاجتماع للانتظام في وقته المحدد حين يتأكد من أن النصاب المطلوب قد اكتمل. ويقود دفة الحوار بطريقة رسمية وبحكمة ويتلمس باستمرار رغبات الأعضاء حتى يصلوا لقرارات مناسبة في الاقتراحات التي يناقشونها بأسرع وقت ممكن وبأحسن الطرق وأقصرها. ويساعدهم في صياغة الاقتراحات وفي فهمها، فيعيد ترتيب الحديث ويلخص النقاش ويلملم خيوطه ليساعد الجميع في بلورة أفكارهم.

bullet

يقدم أعمال الاجتماع بنداً وراء بند، وينظم تداول المسائل وفق الزمن المتاح، فيعطي المسائل الهامة وقتاً أطول أو يطلب تقديم الأهم قبل المهم. أيضاً، يمكنه أن يستأذن الاجتماع لتحديد عدد الكلمات التي يعطيها للأعضاء وطول كل كلمة إذا أصبح الوقت المتبقي للاجتماع ضيقاً.

bullet

يقدم الاقتراحات للنقاش ويأذن للأعضاء بالحديث حسب أسبقية طلباتهم أو أحقيتهم في الحديث أو تسلسل المسائل المطروحة. وحين يتحدثون، يتأكد من أن كل النقاش يوجه له وليس للمجتمعين أفراداً أو كمجموعة.

bullet

ينظم النقاش ويحد من الأحاديث الجانبية ومن أي نشاط لا يتم بواسطته، ويتأكد من أن النقاش ينحصر في الاقتراح قيد النظر وليس في غيره، ويعطي الأعضاء الذين يرغبون في المشاركة فرصاً متكافئة، ويوزع الفرص بالتناوب على وجهات النظر المختلفة ما أمكن ذلك خصوصاً عندما يناقش الاجتماع اقتراحات هامة.

bullet

يحمي الأعضاء من بعضهم البعض حتى لا ينحرف الحوار إلى صراع شخصي أو يتحول الاجتماع من مجال تفنيد لآراء المتحدث إلى طعن في شخصه أو في نواياه ودوافعه، تصريحاً أو تلميحاً. فعليه أن يتيح لكل الأعضاء في كل اجتماع منبراً حراً للتداول، ويهيئ لهم الظروف الملائمة التي تكفل لكل منهم أن يبدي رأيه في المسائل المطروحة بحرية دون انتهاك لحقوق الفرد أو المجموعة. فيطلب من الأعضاء أن يصغوا لحديث غيرهم، ويأذن لهم بالكلام إذا طلبوه، ويشجع الذين لم يتحدثوا على المشاركة، ويحد بلباقة من حماس الذين يطيلون في الحديث أو الذين يطلبون فرصاً أكثر من غيرهم.

bullet

يجيب على أسئلة الأعضاء المتعلقة بالقواعد والإجراءات، ويعطي المعلومات والحقائق اللازمة عن الاقتراحات التي يناقشها الاجتماع.

bullet

يتأكد من صحة تطبيق قواعد وإجراءات المداولات في الاجتماعات التي يرأسها وفقاً للقانون والنظام الأساسي واللائحة الداخلية للتنظيم، ويمارس سلطاته بحكمة ويكون مرناً في تطبيق القواعد والإجراءات لا أسيراً لها. فالقواعد لم توضع أصلاً إلا لمساعدته في عمله، بالتالي عليه أن يكون منطقياً في استخدامها.

bullet

وبعد أن يأخذ كل اقتراح حقه من النقاش، يقدمه للتصويت بتلاوة نصه أو يطلب من أمين المكتب التنفيذي تلاوته قبل التصويت عليه. ويؤمن الظروف الملائمة لأن يتم التصويت بحرية وتعد الأصوات بطريقة صحيحة، ويعلن نتيجة التصويت وما يترتب على تلك النتيجة من خطوات.

bullet

يتأكد من صحة تدوين محضر كل اجتماع ترأسه ومن صحة تدوين كل قرار اتخذ فيه.

bullet

يرفع الاجتماع إذا طلب الاجتماع ذلك بالتصويت أو في الموعد المحدد لنهايته أو عند انتهاء مناقشة جدول الأعمال أو في أي حالة طارئة تستدعيها سلامة أعضائه أو سلامة المواطنين عامة وسلامة ممتلكاتهم.

الحفاظ على النظام

على الرئيس أن يعمل بكل الطرق الممكنة على حفظ النظام أثناء الاجتماعات التي يديرها، ويفصل في كل نقطة من نقاط النظام فور إثارتها، وحين يعلن أن اقتراحاً ما قد أجيز أو سقط يكون قراره نهائياً.

لا يجوز التعقيب على أي إجراء اتخذه الرئيس أو اتخذه نائبه متى ناب عنه، لكن يمكن لأي عضو أن يستأنف على ذلك الإجراء أو الحكم بالطرق المتفق عليها. أما في الأحوال التي تكون فيها الأحكام غير واضحة في الإجابة على مسألة من المسائل، فيمكن للرئيس أن يرجئ البت فيها ريثما يستشير جهات الاختصاص أو يرفعها للاجتماع نفسه لاتخاذ قرار بشأنها.

على الرئيس أن ينادي الأعضاء للحديث بأسمائهم ويذكر هوية كل منهم ما أمكن ذلك، حتى يعرِّف الحضور بعضهم ببعض ويساعد الأمين في تسجيل الوقائع أو في تفريغ التسجيل الصوتي بسهولة لاحقاً. لكن قد يفرض العرف السائد على الرئيس ألا يخاطب الأعضاء بأسمائهم، وإن فعل فلا يكون ذلك إلا في الحالات العقابية التي يكون ذكر الاسم في حد ذاته لفتاً للنظر وتذكيراً للعضو بأن اسمه قد دون في محضر الاجتماع. عندما تفرض السياسة المتبعة على الرئيس عدم ذكر الأسماء أثناء الاجتماع، يستحسن أن يقدم العضو اسمه وموقعه في الهيئة التي ينتمي إليها قبل أن يخاطب الاجتماع.

للرئيس الحق في أن يبعد من الاجتماع أي شخص ليس له الحق في حضوره أو تعدى على حرمة مكان الاجتماع، وأن يستعمل في ذلك كل الوسائل المعقولة وبعد التحذير الكافي، وأن يطرح قراره ذلك للاجتماع لتعضيده إذا دعا الحال.

وقد توجد في بعض الاجتماعات معارضة منظمة قد يكون من بين أهدافها التشويش على الاجتماع أو تفريقه باستعمال أساليب مختلفة من العنف. على الرئيس أن ينتبه لوجود مثل هذه المجموعات وأن يعمل مع المسئولين عن تنظيم الاجتماع بوضع من يشتبه فيهم في مقدمة القاعة أو يشتتهم فيها إن أمكن ذلك.

يجوز للرئيس أن يمنع مناقشة أي موضوع لا يراه مناسباً أو يحدد الطرق التي يناقش بها، أو يمنع أي عضو من الحديث إذا تعمد مقاطعة المتحدثين أو عطل أو أعاق سير الاجتماع أو خرج عن موضوع النقاش. فقد يلزم كل شخص يرغب في تقديم اقتراح مهم أن يعد بياناً يضمِّنه جميع حججه، وقد يخطر الأشخاص الذين لديهم آراء مخالفة في موضوع ما أن يستعدوا للكلام، أو أن يقترح، توفيراً للزمن، إحالة اقتراح ما للجنة مؤقتة لدراسته قبل عرضه للنقاش، أو أن يمنع النظر في اقتراح أصبح بعد تعديله مسخاً من الاقتراح الأصلي أو نقيضاً له. كما يمكنه أن يمتنع عن تقديم أي اقتراح إذا كان من رأيه أنه لا يقع ضمن سلطات الاجتماع أو كان غير قانوني أو هازلاً. لكن يجب أن يكون الرئيس واسع الأفق وحكيماً وهو يتخذ مثل هذا الحكم.

يجوز للرئيس أن يدعو أي خبير أو أي موظف من موظفي التنظيم لحضور أي اجتماع من الاجتماعات التي يترأسها للاستنارة برأيه. ولأي واحد من هؤلاء المدعوين أن يبدي رأيه، لكن لا يجوز له التصويت في أي موضوع معروض على الاجتماع.

حياد الرئيس

على الرئيس أن يكون محايداً في إدارة المداولات وفي معاملة الأعضاء، فقواعد المداولات لا تطبق إلا بحياد. عليه أن يكون منصفاً للأعضاء غير متحيز لأحد أو مجحف في حق آخر، وأن يتدخل بالسرعة اللازمة لتأمين حقوق وامتيازات كل الأعضاء، وأن يبعد نفسه عن مواطن الشقاق وعن محاور المجموعات المتصارعة، فيتجاوب مع ما تطرحه كل فئة بهدوء، وألا يتجاهل وجود أي فئة بل يخلق من الاجتماع شبكة متينة للتواصل بين الأعضاء.

ولكي لا يأخذ حياد الرئيس في إبداء رأيه وتقييمه الأمور صفة انتهازية، يجب عليه أن يفصح عن رأيه بوضوح ويدافع عنه إن كان مقتنعاً به حتى لو كان مسانداً لفئة. فليس المطلوب منه أن يغسل يديه من آرائه ومعتقداته الخاصة، لكن المطلوب ألا يسمح لآرائه ومعتقداته أن تؤثر على إدارة الاجتماع الذي يترأسه. فلا يحق له وهو على المنصة أن يكون طرفاً في الصراع الجاري، وألا يتدخل إلا فيما يتعلق بالفتوى في نقاط النظام والاستئناف أو للإجابة على المسائل الإجرائية. وعليه، إذا أراد أن يدلي برأيه في مسألة مطروحة للتداول، أن يتنحى عن كرسيه لمن ينوب عنه قبل أن يشارك في النقاش الدائر وألا يرجع لرئاسة الاجتماع حتى تُحسم المسألة.

على الرئيس ألا يشارك في التصويت ما أمكن إلا إذا تعادلت الأصوات. وإذا شارك، فعليه أن يتوخى الحذر فقد يفسر صوته تحيزاً لفئة أو تحاملاً على أخرى. لا تعد التعليقات والكلمات التي يشارك بها رئيس الاجتماع مداخلات في الاجتماعات الكبيرة.

الرئيس المستبد

ذكرنا أعلاه سلطات الرئيس ومهامه وواجباته حين يكون رئيساً للتنظيم أو رئيساً لاجتماع من اجتماعاته. ومن المتوقع في كل تنظيم أن يمارس الرئيس سلطاته ويقوم بواجباته على الوجه الأكمل وفق أحكام التنظيم وقواعده وإجراءاته.

لكن قد يخرج الرئيس على حدود السلطات التي أسبغها عليه التنظيم ويستبد برأيه ويجور على حقوق الأعضاء دون مسوغ. فقد يغلظ في معاملة الأعضاء والضيوف، ويرفض أن يعطي فرصة إبداء الرأي أو الحديث لبعض الأعضاء كيداً فيهم أو لغرض في نفسه، وقد يتجاهل نقاط النظام أو الاستئنافات التي يتقدم بها البعض الآخر. وقد يرفض أن يستمع لتعديلات الاقتراحات المعقولة التي يطرحها آخرون، بل قد يرفض أن يقدم بعض الاقتراحات للتصويت عندما يحين موعد التصويت عليها، وقد يحتكر الكلام ويقاطع الأعضاء دون داع حين يتحدثون، وقد يتجاهل جدول أعمال الاجتماع عن قصد ويرفع الاجتماع كيف شاء أو متحدياً لرغبات الأعضاء.

وقد يصل الاستبداد به لمرحلة يلغي فيها دور التنظيم كمؤسسة، فيخرق النظام الأساسي ويرفض حكم الأغلبية ولا يحمي حقوق الأقلية. الرئيس الذي يتصرف هكذا رئيس مستبد يحتاج الاجتماع لطريقة يتعامل بها معه.

التعامل مع الرئيس المستبد

على الأعضاء وهم يواجهون رئيساً مستبداً أو جائراً أن يلجأوا لكل ما أتاحته لهم قواعد وإجراءات المداولات من وسائل ليحفظوا بها حقوقهم ويحاولوا أن يصلحوا بها من اعوجاج سلوك رئيسهم إذا كان عضواً من أعضاء التنظيم وجاء لمنصبه منتخباً من بينهم. أما إذا كان معيناً من جهة أخرى، فلا يستطيع الاجتماع محاسبته أو عزله.

أول ما يبدأ به الأعضاء وهم يحاولون تقويم سلوك رئيسهم، هو أن يثيروا نقاط النظام المناسبة كلما دعت الضرورة لذلك أو يستأنفوا للاجتماع على أحكامه إذا دعا الحال.

إذا فشلت هذه الخطوات وعجز الأعضاء عن أن يقوموا سلوكه بهذه الطرق، يمكنهم أن يناقشوا أمره بطريقة ودية خارج الاجتماع، وأن يقود النقاش معه عدد قليل منهم حتى لا يظهروا ككتلة معادية. إذا لم يفلح الأعضاء في أن يصلوا معه لأمر سواء، يمكنهم، بعدئذ، أن يطرحوا اقتراحاً بحجب الثقة عنه أو يقدموا له صوت لوم يوبخونه به أو يشرعوا في إجراءات إبعاده عن الرئاسة بالطريقة التي نصت عليها الوثائق الحاكمة. وما دام مثل هذا التصرف محتملاً، فعلى التنظيم أن يحدد في لائحته الداخلية إجراءات التعامل مع الرئيس المستبد.

صوت الثقة

إذا تمادى الرئيس في استبداده رغم كل محاولات الأعضاء لرده للطريق القويم، يمكن لعضو من الأعضاء أن يطرح اقتراحاً بحجب الثقة عنه. هذا الاقتراح يحتاج لتثنية ويمكن أن يناقش وأن يعدل وللأغلبية لتبنيه ما لم يحدد التنظيم في وثائقه الحاكمة حجماً آخر. وحجب الثقة هو تعبير الاجتماع الرسمي عن عدم مناصرته لأفعال الرئيس وشجبه لتصرفاته في هذه الحالة، أو عدم دعمه للسياسات والبرامج التي يطرحها.

لا يعاد النظر في صوت الثقة في نفس المسألة، ولذلك يمكن أن تستعمله الأغلبية عن قصد لتعزيز سياساتها وبرامجها عندما تكون مطمئنة إلى أن هناك عدداً كافياً من الأصوات إلى جانبها. فإذا فازت منعت بذلك المناوئين لها بطرح اقتراح بحجب الثقة عنها في أوقات قد لا تكون فيها مستعدة لإحراز الأغلبية.

إذا حجبت الثقة عن الرئيس في مسألة معينة، يكون الاجتماع بذلك قد وضع نقطة سوداء في ملفه، لكن لا يستدعي ذلك استقالته تلقائياً أو استقالة المكتب التنفيذي ما لم يوجب النظام الأساسي ذلك صراحة.

صوت اللوم (التوبيخ)

إذا لم يغير الرئيس من منهجه أو من تصرفاته التي تتعارض مع سلامة سير أعمال الاجتماع حتى بعد أن حجبت عنه الثقة، يمكن لأي عضو من الأعضاء أن يطرح اقتراحاً بصوت لوم له. يطرح صوت اللوم كاقتراح يوبخ به الاجتماع الشخص المعني. وهو بالتالي الصيغة التي يعبر بها الاجتماع في هذه الحالة عن سخطه على تصرف رئيسه، وازدرائه وزجره له لكي يغير من سلوكه ويكف عن أفعاله المسيئة، وإلا أوقع عليه عقوبة أقسى (تعليق رئاسته، أو عزله من الرئاسة أو فصله من التنظيم). التوبيخ إذن لا يستدعي تعليق عضوية الشخص في التنظيم أو طرده منه أو عزله من منصبه رئيساً كان أو عضواً في المكتب التنفيذي.

يطرح صوت اللوم أيضاً لتوبيخ أي عضو من أعضاء المكتب التنفيذي أو أعضاء التنظيم الآخرين في الحالات التالية على سبيل المثال لا الحصر:

bullet

الخرق المتعمد والمستمر للقواعد والإجراءات واللوائح، إساءة أعضاء التنظيم أو الحط من قدرهم أو قدر رئيس اجتماع من الاجتماعات، التفوه بألفاظ مسيئة للآخرين أو الادعاء الكاذب في حقهم أو اتهامهم زوراً أو التعرض لأشخاصهم، سوء التصرف أثناء تولي منصب من المناصب، إهمال الواجبات، عصيان توجيهات الناخبين، الغش أو الاحتيال أو السرقة، تقديم أو استلام رشوة، خيانة التنظيم أو التآمر عليه أو إفشاء أسراره أو تخريب ممتلكاته عن عمد و تبديد أمواله، الحنث بقسم الولاء للتنظيم، التغيب المستمر عن اجتماعات التنظيم.

bullet

يمكن لأي عضو من الأعضاء في الاجتماع أن يطرح هذا الاقتراح. لكن، بما أنه اقتراح يتعلق بالرئيس، فيقدمه نائب الرئيس للاجتماع للتصويت عليه. إذا رفض نائب الرئيس ذلك، يقوم أمين المكتب التنفيذي بطرحه لكن من موقعه في المنصة وليس من موقع الرئيس. إذا رفض أمين المكتب التنفيذي أو كان نائب الرئيس وأمين المكتب التنفيذي غائبين، فيقدمه صاحبه للاجتماع للتصويت عليه.

bullet

لا يحتاج صوت اللوم لإخطار عنه. ومثل الاقتراح بحجب الثقة أعلاه، يمكن أن يناقش وأن يعدل ويحتاج لتثنية وللأغلبية لتبنيه. لا يعاد النظر في صوت اللوم ولا يصوت عليه إذا كان لنفس السبب مرتين ضد نفس الشخص، رئيساً كان أم عضواً. ولا يتبنى الاجتماع صوت لوم لأكثر من شخص واحد في اقتراح واحد. ويستحسن أن يجري التصويت على صوت اللوم بالاقتراع السري  وأن لا يشارك فيه الشخص المعني به. لا يحق للرئيس أن يوبخ عضواً إلا إذا أقر الاجتماع ذلك بالتصويت. إذا استقال الرئيس أو أي عضو أثناء تقديم اقتراح بصوت لوم له، للاجتماع الحق في مواصلة إجراءات الاقتراح رغماً عن ذلك.

يطرح هذا الاقتراح في بند (أعمال أخرى) بالطريقة التالية:

bullet

العضو: “السيد الرئيس، سأقدم بعد قليل صوت لوم لشخصك، وهذا من حقي. كما تعلم، سيدي الرئيس إنه وفقاً لمرجعنا العام [اسم المرجع العام الذي تبناه التنظيم] صفحة ، حينما يطرح عضو اقتراحاً بصوت لوم للرئيس يوجه ذلك الاقتراح لنائب الرئيس،” ثم يتجه العضو بخطابه لنائب الرئيس مواصلاً: “السيد نائب الرئيس

bullet

نائب الرئيس: “تفضل.”

bullet

العضو مواصلاً بعد أن أذن له نائب الرئيس بالكلمة: “ بما أن، الرئيس قد أنكر على الأعضاء ممارسة حقوقهم في النقاش عدة مرات، فرفض أن يعطي الكلمة لمن استحقها، وتجاهل عدداً من التعديلات الصحيحة التي قدمت على اقتراحات تحتاج لتعديل، وتجاهل عدة نقاط نظام أثارها الأعضاء وعدداً من الاستئنافات التي تقدم بها البعض الآخر وكان بالتالي مخالفاً لقواعد وإجراءات المداولات؛ وبما أنه، قد أساء عن قصد عدداً من الأعضاء وكان متغطرساً وفظاً في معاملة كل الحاضرين؛ وبما أن مثل هذا التصرف لا يخدم التنظيم ويحط من كرامة الأعضاء ويهدر حقوقهم؛ اقترح، أن يتبنى هذا الاجتماع صوت لوم للرئيس”.

bullet

يقدم نائب الرئيس هذا الاقتراح مباشرة للاجتماع للنقاش الذي يشارك فيه الرئيس نفسه بحرية كاملة، ثم بعد أن يكتفي الأعضاء من النقاش يقدمه للاقتراع السري. لا يشترك الرئيس في الاقتراع، ويجاز الاقتراح بالأغلبية. إذا فاز الاقتراح، يتجه نائب الرئيس نحو الرئيس قائلاً: “السيد [اسمه كاملاً]، قدم هذا الاجتماع صوت لوم لشخصك وأقر توبيخك للأسباب التي جاءت في الاقتراح. الآن أرجع لك رئاسة الاجتماع،” فيواصل الرئيس إدارة الاجتماع كالمعتاد، لأن التوبيخ ما هو إلا إنذار وليس تعليقاً لرئاسته أو إقصاء له عن كرسيه. والتوبيخ محاولة لتقويم العضو أكثر منه عقاباً له. يسجل صوت اللوم وقرار التوبيخ في المحضر.

محاكمة الرئيس

يحاسب الرئيس ويعاقب على كل ما يحاسب ويعاقب عليه أي عضو أو ضابط آخر في التنظيم. فإذا ارتكب الرئيس خطأ لامه الاجتماع ووبخه عليه وطلب منه ألا يكرره، وواصل الرئيس نفس السلوك أو تمادى فيه، يمكن للاجتماع أن يتهمه ويحاكمه أو يعدل النظام الأساسي بالطرق المنصوص عنها فيبعده بمقتضاه عن منصبه.

[الصفحة الأولى]
[أعلى]

 

Copyright © 2001by Dr. Ahmad Al Safi: Practical Democracy (الديموقراطية العملية). All Rights Reserved
Last modified: April 30, 2003