الإجتماعات التعليمية
أسفل | أعلى

 

[الصفحة الأولى]
[أعلى]

الاجتماعات وتبادل المعلومات

يمكن أن تعرف بعض أنواع الاجتماعات بطريقة تدفق المعلومات فيها. فإذا كانت المعلومات في اجتماعات العمل الرسمية تتدفق من الأعضاء للرئيس، ويسعى المشاركون في المداولات للوصول لنتائج وقرارات محددة، فهناك أنواع مثل المحاضرة، والمناظرة، والندوة، والمؤتمر العلمي، وورشة العمل، وحلقة النقاش، تتدفق فيها المعلومات في اتجاهات أخرى. فهذه الأنواع تهدف للنقاش العام وتبادل المعلومات.

المحاضرة

المحاضرة نشاط يقوم به شخص واحد يقدم به للمستمعين موضوعاً جديداً ويعرفه ويلخص الأفكار الجديدة عنه ويوضح العلاقات بينها نظرياً وتطبيقياً، الخ. في بداية اجتماع المحاضرة، يقدم الرئيس في إيجاز المحاضر ويعرفه ويقدم موضوع المحاضرة وأهميته. وقد يقوم شخص غير الرئيس بذلك إذا كان ذو معرفة لصيقة بالمحاضر أو على دراية خاصة بموضوع المحاضرة.

جرى العرف أن يكون زمن المحاضرة في حدود الساعة أو أقل من ذلك. وفي نهاية المحاضرة يفتح الرئيس الباب للحضور ليعلقوا أو يعقبوا على المحاضرة أو يسألوا المحاضر ويناقشوه في موضوعها لمدة محددة. وبعد أن ينتهي الزمن المتاح لمداخلات الحاضرين، يشكر الرئيس، أو رئيس التنظيم إذا حضر الاجتماع وكان ذلك مناسباً، المحاضر نيابة عن التنظيم مردفاً ذلك بتعليق موجز عن المحاضرة والمحاضر، ثم يشكر الحضور ويرفع الاجتماع.

المناظرة

عندما يعقد التنظيم أو تعقد الجامعة أو المدرسة أو أي جهة أخرى مناظرة بين فريقين يكون الهدف من ذلك هو تثقيف العضوية والحاضرين ورفع كفاءاتهم وقدراتهم المهنية والعلمية والفنية. تحقق المناظرة ذلك بالمساجلة بين شخصين أو فريقين يختارون لهذا الغرض، يورد كل فريق منهما ما لديه من آراء وحجج يحاول بها إقناع الفريق الآخر ويفند بها حججه ويدحضها بحجج أقوى. أما الحاضرون فلا يشاركون في النقاش إلا بقدر يسير، ويكتفون بالاستماع والتعلم، وإذا شاركوا بأي أسئلة أو بغيرها من المداخلات فيكون ذلك عبر مدير المناظرة.

ولأن المناظرة صراع بين أفكار ومحاولة لعرضها على الحاضرين بطريقة مقنعة، على المتناظر أن يجيد قواعد الخطابة والاستشهاد ولفت الأنظار وجذب انتباه المستمعين للمسألة، فلا يطيل إطالة مملة، ولا يختصر اختصاراً مخلاً ولا يخرج عن المطلوب. وعليه - كما هو مطلوب في كل اجتماع - ألا يشير للأشخاص وألا يخاطبهم بأسمائهم وألا يصفهم أو ينعتهم بأي صفات تستفزهم، بل يوجه كل جهده لنقض أفكارهم. والغلبة في نهاية المناظرة ليست له أو لغيره بل لاقتراح أو طرح يفوز أو يسقط.

يقدم مدير المناظرة موضوعها أو يقدم الاقتراح وصاحبه أو المجموعة التي تبنته ثم يقدم الشخص أو الفريق الذي يعترض عليه. بالتالي تكتمل أطراف المناظرة (الموضوع، والمؤيد والمعترض). تحدد النظم المتبعة الزمن المتاح لكل فريق، فقد يعطى مثلاً المتحدث الأول والثاني 15 دقيقة لكل منهما، والثالث والرابع عشر دقائق لكل منهما ثم خمس دقائق لكل من المتحدث الأول والثاني في نهاية المناظرة ليقدم كل منهما مرافعته النهائية التي يلخص فيها آراءه ويستدرك ما فات عليه من نقاط وما تنبه له أثناء المناظرة.

تبدأ المناظرة بكلمة صاحب الاقتراح الذي يؤيد المسألة ويدافع عنها، يعقبه المعارض، ثم مؤيد ثان ثم معارض ثان، وهكذا يتحدث الجميع بالتتالي إذا كان في الفريق أكثر من شخص. بعد أن ينتهي الفريقان من إبداء وجهات نظرهما، يفتح مدير المناظرة الباب للحاضرين للمشاركة إذا أرادوا (في حدود معقولة) ليساندوا هذا الفريق أو ذاك، ثم يعطي كلمتين أخيرتين لكل من المؤيد والمعارض ليختما بها دفاعهما. عندما ينتهي زمن المناظرة يأخذ مديرها رأي الاجتماع بحجم التصفيق الذي يعطيه الجمهور لكل فريق، ويعلن النتيجة، ثم يعلق على المناظرة إجمالاً إذا أراد، ويرفع الاجتماع.

الندوة

الندوة هي مجموعة من المهتمين أو المتخصصين في مجال ما يتناولون جوانبه المختلفة بالتحليل أمام مجموعة كبيرة من الحضور، وهي وسيلة للتعليم الذاتي والدراسة وتثقيف الحضور وتزويدهم بالمعلومات ومجالاً لإفراز الأفكار الجديدة حين يتبادل المنتدون والجمهور الرأي. في الندوة، تتدفق المعلومات من المنصة إلى المستمعين. فقد تعقد الجمعية الهندسية ندوة بعنوان (الطاقة الشمسية بديل المستقبل)، يدلي كل مشارك فيها بحججه وآرائه، كل في مجال تخصصه ليساعد الحضور على بلورة آرائهم وتجميع أفكارهم المشتتة أو خلق مواقف جماعية وأنشطة عملية حيال المسألة المطروحة للحوار.

يقدم مدير الندوة (رئيسها) موضوعها في كلمة موجزة ثم يدعو المتحدث الأول ليقدم كلمته لفترة محددة، ثم يعقبه الباقون واحداً تلو الآخر. بعد أن ينتهي المنتدون من كلماتهم يفتح مدير الندوة الباب للحاضرين ليشاركوا بالتعقيب والأسئلة لفترة محددة أخرى. عادة يعطي الرئيس كل متحدث مدة لا تزيد على 3 دقائق ولا يسمح لأي شخص بأن يتحدث أكثر من مرة.

والتعقيب المقصود في هذا المجال هو إضافات يقدمها أحد الحاضرين تساعد على تحقيق الغاية التي ينشدها المشارك في الندوة (أو المناظرة أو المحاضرة) يفصل بها ما جاء موجزاً ويكمل ما جاء ناقصاً ويوضح ما خفي، ليحقق بذلك غاية الندوة. بالتالي لا يغير التعقيب من طبيعة المسألة التي يعقب عليها ولا يعارضها فهذا خارج أغراض التعقيب.

يعطي مدير الندوة الشخص الذي ابتدر النقاش في الندوة وقدم موضوعها فترة خمس دقائق أخيرة ليرد فيها على دعاوى معارضيه، لكن لا يعطي أي معارض فرصة مماثلة. في نهاية الندوة، يلخص مديرها ما وصل إليه الحوار قبل أن يرفع الاجتماع.

المؤتمر العلمي

المؤتمر العلمي هو اجتماع كبير يعقد لتبادل المعرفة والخبرة والمعلومات في موضوع محدد في مجال تخصصي بعينه. والمؤتمر العلمي ليس مجالاً لتداول الأعمال الرسمية لكن قد يفرد منظموه جلسة من جلساته يخصصونها لأعمال المكتب التنفيذي للجمعية العلمية المعنية. وقد يتزامن المؤتمر العلمي مع الاجتماع العام لتلك الجمعية أو يكون أحد الأنشطة المدرجة في برنامجه. تقرأ في المؤتمر العلمي أوراق معدة سلفاً، تلي قراءتها فترة للنقاش والأسئلة من القاعة قبل أن يرفع الاجتماع.

ورشة العمل

ورشة العمل هي اجتماع مجموعة من الدارسين لموضوع يحظى باهتمامهم المشترك. تطور المجموعة من خلال الورشة من وسائلها ومهاراتها بالاختبار العملي لبعض جوانب الموضوع بالملاحظة والتوجيه والنقاش. تعطي الورشة أيضاً المشاركين فيها أمثلة عملية أو مجربة وطرقاً بديلة لكيفية تطويع ما اكتسبوه من مهارات لتطبيقها في مجالات عملهم. تتدفق المعلومات في الورشة في كل الاتجاهات بين كافة المشاركين.

لتشجيع التواصل بين المشاركين في الورشة، يسمى رئيس الورشة بـ (المنسق). يختار المنسق موضوع الورشة ويقدمه بوضوح للمشاركين ويشرحه لهم بإسهاب بمساعدة الوسائل الإيضاحية المناسبة، ثم يستخلص النقاط التي تركز على العائد المتوقع من الورشة، والغرض من دراسة المسألة وما تعنيه لكل واحد في مجال عمله بل وفي مجال اهتماماته الأخرى في الحياة. على المنسق أن يعطي الأمثلة العملية والأسئلة والتكليفات المناسبة ويدير الحوار ليساعد المشاركين في الورشة على فهم النقاط التي وردت بشكل أعمق، ويساعدهم في استخلاص النقاط الهامة وتأكيدها بأنفسهم. لا وجود لجمهور مستمع في ورشة العمل.

حلقة النقاش

قد تعقد الحلقة للنقاش أو للدراسة (الحلقة الدراسية). يجلس كل المدعوين أو كل الحاضرين في حلقة (أو ينتظموا حول مائدة مستديرة) ويشاركوا في نقاش ودي تتدفق المعلومات فيه بين كافة المشاركين حول موضوع أو حالة أو في مجال ما. دور الشخص الذي يدير الحوار في الحلقة هو تنشيطه وتنظيمه إذا دعت الضرورة. وقد تكون الحلقة حلقة علمية مكونة من مجموعة صغيرة من طلاب الدراسات العليا أو الباحثين في مجال معين يجتمعون بانتظام ليرفعوا تقارير تطور أبحاثهم لأستاذهم أو للمشرف عليها ويناقشوها معه أو ليجيب على أسئلتهم. لا وجود لجمهور مستمع في هذا النشاط.

 

Copyright © 2001by Dr. Ahmad Al Safi: Practical Democracy (الديموقراطية العملية). All Rights Reserved
Last modified: April 30, 2003